المؤرخون العرب لم يهتموا بجمالها بل بثقافتها
لندن: «الشرق الاوسط»
من بين كل نساء الأرض، ليست هناك امرأة أثارت اهتمام المؤرخين والشعراء والكتاب وعلماء المصريات، كما أثارت كليوباترا الجميلة الاهتمام. غير انه في كتاب صدر أخيرا للباحث المصري، الدكتور عكاشة الدالي الذي يعمل في جامعة لندن، اتضح ان الملكة الفرعونية لم تثر الاهتمام فقط بسبب جمالها، بل بالأساس بسبب علمها الغزير وثقافتها وقدراتها العقلية المبهرة. ولاحظ الدكتور الدالي في كتابه «في علم المصريات.. الألفية المفقودة» أن مؤرخي الغرب انصب اهتمامهم بالأساس على جمال الملكة، والذي طوقت كيلوباترا به مارك انطوني ويوليوس قيصر، فيما انصب اهتمام المؤرخين العرب مثل المسعودى، فى القرن العاشر، في «مروج الذهب» وابن عبد الحكم، في القرن التاسع، في «فتوح مصر» على ثقافة وذكاء كيلوباترا وتفقها في الكثير من العلوم. ويشير الدكتور الدالي الى ان أيا من المصادر العربية لم يتطرق الى الملامح الجسدية او شكل الملكة الفرعونية، وهو أمر مثير للانتباه نظرا لأن المصادر الغربية دأبت على وصفها بأنها امرأة لعوب تستغل جمالها لتحقيق مطامعها السياسية. وبحسب المصادر العربية الموثقة التي اعتمد عليها الدالي في كتابه، فان الملكة الفرعونية كانت لها اهتمامات فلسفية، وأن لها كتابا بعنوان «حوار الفلاسفة» عبارة عن محتوى مناقشاتها الفلسفية مع المفكرين والفلاسفة في بلاطها. كما ان لكيلوباترا كتابا مشهورا بعنوان «رسالة كيلوباترا في السموم»، وهو منشور بالإنجليزية. كما لها كتاب حول أدوات التجميل، وعن علم طب النساء. وبحسب المصادر ايضا، فان الملكة الفرعونية طورت أداة في التحاليل الكيمائية، كما اهتمت بالحساب. وأضاف الدكتور الدالي لـ«الشرق الاوسط» ان كتابه الذي انصب أساسا على ظاهرة تجاهل المصادر العربية في حقل الآثار نال الكثير من الاهتمام، إلا ان الصفحات التي خصصها في الكتاب حول كيلوباترا والمصادر العربية التي تناولتها نال أكبر قدر من الاهتمام حتى الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق